الاثنين، 4 يناير 2016

ثانياً : الاستقصاء

طريقة الاستقصاء :
تعد طريقة الاستقصاء من أقدم طرائق التعليم والتعلم، وقد كان الفيلسوف اليوناني سقراط ( 470-399 ق.م) أول من استخدمها كطريقة تدريس. وقد استخدم سقراط الأسلوب الاستقصائي في التعليم من منطلق اعترافه بالشخص الذي يحاوره. فهو يرى أن كل إنسان يمتلك معارف معينة في مجالات الحياة المختلفة، لكن قد تكون هذه المعارف غير مكتملة، أو مشوشة ، أو خاطئة ، ويعتقد بأن دوره كمعلم يكمن في تصحيح هذه المعلومات أو استكمالها وإضافة معرفة جديدة إليها. ويعد السؤال والجواب وسيلته الرئيسة لإكساب تلاميذه المعارف. وكان يوجه أسئلته بصورة تستفز محدثيه للتعبير عن ما لديهم من معلومات، ويواصل إثارة الأسئلة، ويشجع محدثيه للإجابة عنها، ويوجههم إلى مصادر التعلم المناسبة بما يحقق اكتشاف المتعلمين للمعلومات بأنفسهم. بمعنى آخر يعمل سقراط من خلال الأسئلة على إثارة تفكير تلاميذه في الاتجاه الذي يريده، ويوجههم لمعرفة جوانب الضعف والقصور في معارفهم، ويعمل من خلال السؤال والجواب، إلى قيادتهم لاكتساب المعارف. أي انه يدفعهم من خلال الأسئلة ، وبالاعتماد على خبراتهم الذاتية، إلى اكتشاف أو استنتاج معارف جديدة. ولذلك فقد سميت طريقة سقراط في المحادثة، بطريقة الاستنتاج أو طريقة الاكتشاف(Heuristic).
تعريف الاستقصاء
يعّرف الاستقصاء بأنه طريقة تفكير أو عملية عامة يسعى من خلالها الإنسان إلى المعرفة أو الاستيعاب. وإضافة إلى هذا المفهوم العام للاستقصاء يميز البعض بين الاستقصاء العام والاستقصاء العلمي. ويعرف الاستقصاء العلمي على انه نشاط منظم واستقصائي الغرض منه الكشف عن علاقات بين الأشياء والأحداث ووصفها. كما يعّرف الاستقصاء العلمي أيضا على أنه " القدرة على استقصاء منظم يدمج قدرات التفكير الاستقرائي بعد أن اكتسب الشخص معرفة نقدية وواسعة عن موضوع محدد من خلال عمليات التعلم المنهجي والمنظم".
كما يعّرف أيضا بأنه إحدى طرائق التعلم التي تتطلب التحري عن العالم الطبيعي أو المادي، والذي يقود إلى إثارة أسئلة والتوصل إلى اكتشافات في مجرى البحث عن فهم جديد. وفيما يتعلق بتدريس العلوم ينبغي فهم الاستقصاء باعتباره طريقة للقيام بالبحث العلمي.
مزايا طريقة الاستقصاء
·         تنمي مهارت التفكير لدى المتعلم، وذلك لأنه يستخدم خلالها عمليات العلم المتضمنة في الطريقة العلمية في البحث والتفكير
·          تعمل على زيادة دافعية المتعلم نحو التعلم ، وذلك لأنه يكون فيها محورا للعملية التعليمية التعليمة ، فهو يعمل لوحده أو بتوجيه من المعلم
·         تساعد المتعلم على اكتشاف الحقائق والمبادئ والتي يرغب بمعرفتها
·         تسهم في زيادة مستويات النجاح والتميز لدى المتعلم ، وتتيح له مجالا كي يتمثل المعلومة ويتمكن منها، وبالتالي جعلها جزاء من نظامه المعرفي ، وذلك لأنه يكتسب المعرفة العلمية بنفسه (الحقائق ، المفاهيم ، المبادئ ، القوانين  النظريات)
·         تنمي مفهوم الذات لدى المتعلم ، وبالتالي قدرته على انجاز المهمات الموكلة إليه ، وذلك من خلال اعتماده على نفسه في انجاز ما يكلف به مهام تعليمية تعلميه
·           تحقق أهداف تعلميه يصعب تحقيقها في الطرائق الإلقائية ، كأهداف المجال المهاري ( النفس حركي ) وأهداف المجال الوجداني ( الانفعالي ) ووضع برونز أربعة مبررات لاستخدام طريقة الاكتشاف ، وهي : تشجيع المتعلم على التفكير ، وإثارة دافعية المتعلم ، وتعلم مهارات الاكتشاف, وزيادة قدرة المتعلم على التذكر وتخزين واسترجاع المعلومات . وبرغم من تحديد هذه التبريرات للتدريس الاكتشافي , فإن لها صلة بالاستقصاء، حيث أن الخطط للطريقتين متشابهة، إذ أن كل منهما تأكد على أهمية ممارسة الطالب لعمليات العلم.
·         ويساعد المعلم طلبته على الاستقصاء عندما لا يملك الطلبة خبرة التعلم من خلال الاستقصاء، فيبدأ المعلم بتوجيههم إلى مشكلة الدراسة، ويحددها لهم، ويشجعهم على البحث عن حل أو حلول لها، وتنحصر مساعدة المعلم للطلبة على شكل أسئلة تثير لديهم التفكير، وتعيدهم إلى الإجراءات السليمة لحل المشكلة، وهذا ما يسمى بالاستقصاء الموجه . ويرى شوارتز Schwartz أن استخدام المعلم لطريقة الاستقصاء قي التدريس يساعد الطلبة على تحمل مسؤولية التعلم، والانخراط في البحث والاستقصاء، ويهيئ فرصاً أمامهم لممارسة عمليات العلم ومهارات التفكير العليا.


لماذا نشأ الاستقصاء ؟

1. لم تعمل الأنظمة التربوية التقليدية على تشجيع الطلبة لممارسة الاستقصاء ، وأصبح الطلبة اقل ميلاً لطرح الأسئلة فقد اعتادوا أن لا يطرحوا كثيراً من الأسئلة خلال انتقالهم من مرحلة إلى أخرى، ، وإنما يستمعون ويكررون الإجابات المحتملة للأسئلة

 2. خلال السنوات الماضية حدثت تطورات رئيسية في نظريات التعلم

3. لتلبية الطلب المتزايد على الأيدي الماهرة، وذوي المؤهلات والخبرات العالية في هذا العصر
4. يحتاج أطفالنا إلى أكثر من مجرد المعرفة، فهم يحتاجون إلى المهارات كقدرتهم على التخطيط والعمل بروح الفريق مع الآخرين

أهمية الاستقصاء
 على اعددهم نعيش اليوم في عالم سريع التغير والتطور، والتربية لا تعد الأفراد لعالم ساكن، بل ينبغي أن تعمل للتكيف مع هذا العصر ولا يمكن للتربية أن تزود الأفراد بجميع المعلومات التي تلزمهم لأداء وظائفهم مستقبلاً، لهذا يجب أن تزودهم بالأدوات اللازمة التي تمكنهم من استمرارية التعلم مدى الحياة
الفاعلة للمتعلم تؤدي إلى تحقيق نتاجات هامة في الغرفة الصفية إن التعلم بالاستقصاء والمشاركة
الذين يشاركون بفاعلية في تسجيل الملاحظات ، وجمع البيانات، وتحليلها، والوصول إلى النتائج يطورون في الواقع مهارات جيدة في حل المشكلات يمكن تطبيق هذه المهارات مستقبلاً في مواقف جديدة داخل المدرسة وفي أماكن العمل

 خطوات طريقة الاستقصاء :

  1. يعرض المعلم أمام الطلبة موقف تعليمياً يثير اهتمامهم ويحثهم على التفكير وطرح الأسئلة، ويقوم بتسجيل أسئلتهم

بالموضوع 2. تحديد الأسئلة المرتبطة
 التعلم المناسبة التخطيط لعملية البحث من خلال تحديد الوقت، واختيار مصادر 3.

 لعملية التعلم وتقديم المساعدة لهم 4. متابعة الطلبة وتشجيعهم على مواصلة البحث والاستقصاء

النتائج، وتسجيلها، وإجراء المناقشات حول النتائج التي تم التوصل إليها 5. مساعدة الطلبة على التوصل إلى

إرشادات لتطوير فاعلية الاستقصاء

1.   أن يختار المعلم ويهيئ الفرص التعليمية للبحث والاكتشاف الملائمة لطبيعة الموضوع الدراسي المراد دراسته والتي يمكن أن تساعد الطلبة على التفكير المتعدد في المشكلات الدراسية ومن ثم يكتشفون الحقائق المتعلقة بالمشكلة والتي قد تساعدهم على دراسة مواضيع دراسية أخرى.
2.   أن يبدأ المعلم بتهيئة فرص تعليمية للبحث مبسطة وبعد أن يألف الطلبة ذلك الأسلوب يتدرج معهم المعلم في اختيار موضوعات أكثر صعوبة وعمقاً.
3.   ينبغي على المعلم أن يجهز الأدوات والمواد التعليمية والمصادر والمراجع التي قد تحتاجها الدراسة البحثية.
4. حيث أن الهدف من الدراسة البحثية هو تنمية وتدريب الطلبة على استخدام ما لديهم من مهارات لذلك يجب على المعلم أن يهيئ الفرص التعليمية المناسبة لتنمية تلك المهارات واستخدامها.
5. إعداد خطة متأملة للأنشطة التعليمية المناسبة مع وضع قائمة بتلك الأنشطة وبيان تسلسلها طبقاً لطبيعة الدراسة البحثية والموضوع الدراسي.
6. طبيعة الدراسة البحثية تستدعي أن يكون المعلم مرناً في قيادة طلبته وإعطائهم الحرية المناسبة للاكتشاف بأنفسهم وهذا لا يعني أن يكون لدى المعلم تصور عام عن ما سوف يصل إليه كل طالب من إنجاز عند نهاية العمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق