الاثنين، 4 يناير 2016

أولا : حل المشكلات

أولا : حل المشكلات


مفهوم حل المشكلات :
            يُعرّف الباحثان كروليك ورودنيك مفهوم حل المشكلات بأنه: " عملية تفكيرية يستخدم الفرد فيها ما لديه من معارف مكتسبة سابقة ومهارات من أجل الاستجابة لمتطلبات موقف ليس مألوفاً له، وتكون الاستجابة بمباشرة عمل ما يستهدف حل التناقض أو اللبس أو الغموض الذي يتضمنه الموقف ". (1) ويرى غيرهما أنه: " النشاط الذهني الذي يتم فيه تنظيم التمثيل المعرفي للخبرات السابقة ، ومكونات موقف المشكلة معاً ، وذلك بغية تحقيق الهدف " .
(2) ويرى عمر غباين ( 3)  أنه " عملية تفكيرية يستخدم الفرد فيها ما لديه من معارف مكتسبة سابقة ومهارات من أجل الاستجابة لمتطلبات موقف ليس مألوفا له ." وبناء عليه فإن تعبير حل المشكلات يتضمن توظيف الخبرات والمعلومات لتحقيق الأهداف . 

أهمية أسلوب حل المشكلات
إن توظيف أسلوب حل المشكلات في التعليم يجعل التعلم مشوقا و ممتعا وفعالا و راسخا ؛ لأنه يستدعي الخبرات السابقة لدى المتعلم فيربطها بالخبرات اللاحقة،  إضافة إلى أنه يتم من خلال الممارسة العملية و المشاركة الفعلية. وهكذا فإن من أبرز مبررات توظيف أسلوب المشكلات في التعليم ما يلي:
1- أثارة دافعية الطلبة للتعلم، حيث يولد لديهم الرغبة في التفكير من أجل التوصل إلى الحل السليم. يقول جون هيني John Heaney  "إن أسلوب حل المشكلات يثير دافعية التلاميذ للتعلم و يمكن توظيفه في تدريس المفاهيم و القدرات التكنولوجية".
2-  تنمية المهارات والقدرات و المعلومات. فإذا أتقن المتعلمون أسلوب حل المشكلات ، و تدربوا على استخدامه في المدرسة ، فأنهم سيستفيدون منه في حياتهم العملية للتغلب على المشكلات التي تواجههم. وهو يزود المجتمع بما يحتاجه من أفراد مدربين خصوصا في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويدرب التلاميذ على مهارات العمل الجماعي فينجزون أعمالهم بروح الفريق فيكتسبون قيما ، مما يحدث لديهم تغيرا اجتماعيا مرغوبا إضافة إلى تزويدهم بمهارات تطبيق النظريات ، ويقودهم إلى الإبداع في العمل، يرى كازنز Cassans and Walt  : "أن تدريس أسلوب حل المشكلات طريقة مؤثرة في تنمية المهارات العلمية و العمليات العملية و الإبداع العلمي."
3- وهذا الأسلوب كذلك ، يشجع الاستقلالية وتوجه الطلبة إلى التعلم الذاتي، فيقومون بدور ايجابي يتمثل في تحديد مشكلة الدراسة ، ثم جمع المعلومات المتعلقة بها ، و وضع خطة عملية لحلها ، ثم تقويم النتائج التي تم التوصل إليها ، واختيار أفضل الحلول ، فيزدادون بذلك علما ويكتسبون مهارة.
4- تعديل المفاهيم السابقة،  حيث إن المرجعية التي يستند إليها المتعلم في النظر إلى قضايا الحياة لا بد أن تكون صحيحة حتى يتوصل إلى نهاية حميدة ، فإذا لم تكن هذه المرجعية راسخة فانه سيضل طريقه ، لذلك وجب مساعدته على تعديدها لينظر إلى الأمور نظرة عملية ومحاكمتها بمنهجية منزهة عن الهوى.
5- تنمية القدرة على التفكير المنطقي وغيره من مهارات التفكير الأخرى كالتفكير الناقد والتفكير الإبداعي.
6- تنمية ثقة المتعلمين بأنفسهم و بقدرتهم على مواجهة العراقيل و الصعاب مما يدخل السرور إلى أنفسهم و يعزز معنوياتهم.
7- تنمية مهارات العمل التعاوني و ترغيبهم في العمل بروح الفريق الواحد.
8- يجعل المتعلمين يدركون القيمة الوظيفية للعلم ، وأهمية المعرفة للحياة ، لأنها تساعدهم في تذليل المشكلات التي تواجههم في حياتهم .
9-  يتيح للمتعلمين فرصا حقيقية لتطبيق ما يتعلمونه في مواقف عملية مما يجعل التعلم أكثر ثباتا . حيث يمارسون عملية حل المشكلات في الموقف الصفي ، وخارج البناء المدرسي من خلال القيام بأنشطة لا صفية .
خطوات حل المشكلات
1 – الإحساس بوجود مشكلة .
2 – تحديد طبيعة المشكلة وصياغتها بصورة تسمح بالتعامل معها .
3 – توظيف الخبرات وجمع المعلومات اللازمة للحل .
4 – صياغة الفرضيات ووضع خطة للحل .
5 – مناقشة الفرضيات واقتراح حل بناء على المعطيات .
6 – تقويم الحل
عوامل نجاح التدريس بأسلوب حل المشكلات:
- أن يتم إعداد المعلم وتدريبه تدريبا كافيا للعمل بهذا الأسلوب.
- أن يكون المنهاج الدراسي قابلا للتطبيق من خلال هذا الأسلوب.
- أن تكون الأهداف المنوي تحقيقها واضحة ومحددة.
- أن تكون المفاهيم العلمية والمهارات العملية المراد التدرب عليها واضحة ومناسبة لاستعدادات المتعلمين.
- أن يكون الوقت المتاح كافيا للتعامل مع المشكلة موضوع الدرس.
- أن تكون التجهيزات والوسائل المعينة اللازمة متوفرة وان يتم تجهيزها واختبارها قبل البدء في العمل.
- أن تكون التعليمات التي توجه للطلبة واضحة وكافية.
- أن يقوّم الأداء والعمل المنجز بموضوعية.
- أن يتوقع الطلاب مواجهة بعض الصعوبات التي يجب عليهم تذليلها.
- أن نجاح العمل بهذا الأسلوب يتوقف على نمط التفاعل الصفي الذي يعتمده المعلم وعلى حسن إدارته له.
- أن يكون المعلم مقتنعا بجدوى أسلوب حل المشكلات.
- تشجيع المتعلم وتعزيز أدائه بتقدير أفكاره وجهوده ومنحه الثقة.
- تقديم الدعم للمتعلم في التخطيط والبحث العلمي والتنفيذ.
- وضوح النتائج التي سيحصل عليها المتعلمون من خلال توظيف هذا الأسلوب.
مزايا توظيف أسلوب حل المشكلات في التعليم

- زيادة أثر التعلم و جعله أكثر ثباتا.
- تدريب المتعلمين على توظيف مصادر المعلومات كالحاسب الآلي والمكتبة و غيرهما.
- تمكين المتعلمين من الاستفادة من خبراتهم التي حصلوا عليها من خلال الأسلوب في حياتهم العملية.
- زيادة ثقة المتعلمين بأنفسهم.
- إقبال المتعلمين على التعلم برغبة ومتعة.
   فإذا استطاع المعلم أن يحسن توظيف هذا الأسلوب في تدريب تلاميذه على مهارات التفكير فإنه يكون بذلك قد نجح في تخريج أناس واثقين قادرين على التعامل مع قضايا الحياة بمنهجية علمية عالية ، الأمر الذي يكفل لهم حياة سعيدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق